الظلم ظلمات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحبه طيبه
بصراحه هالموضوع كنت بنزله من قبل
والحمد لله اللي جاء وقته ونزلته
الظلم


دعاء المظلوم

اللَّهُمَّ اكفنِيهمْ بمَا شِئْت .. رواه مسلم


اللهم أجعلنا من عبادك العادلين ... وأبعدنا عن الظلم ...



الظلم ..

وفي ذلك اليوم البائس .. قُدر لي أن أقابل الظلم .. ويا لهولة ذلك الموقف ..

قابلته .. رأيت حينها شخصا كئيبا .. معدوم الهوية .. يبحث عن مئوى يئويه .. فأمسكت به .. هززته وعنفته وقلت له : ويحك .. ألم تجد مكانا تسكنه غير قلوبنا المسكينة ؟ ألا لعنة الله عليك !

حينها .. توقف الظلم لوهلة .. ثم أخذ يبكي وينتحب .. تفطر قلبي فسألته : ما لك تبكي أيها الظلم ؟ أأنت مظلوم أيضا ؟ ... هيا تكلم ..

سكت الظلم لدقيقة ... ثم انفجر ضاحكا ضحكا هستيريا بغير مبرر يذكر ... وفجأة ... هرب واختفى ... ولكنه ترك جوابه على سؤالي يتراقص بين ذرات الهواء وكـ أنه صدىً .. علق جوابه في ذهني .. وصرت أسمعه دائما وأبدا ... فقد قال : إنه أنت أيها الإنسان !


بقي فمي مفتوحا على مصراعيه من الدهشة ... أصبح المكان هادئا ... فأصبحت الأفكار تدور وتحوم في رأسي ..

لم أيها الإنسان ؟ ما بالك لا تبالي بشعور غيرك ؟ هل مات ضميرك ؟ هل تحجر ذلك القلب الذي لطالما كان مرنا ينبض بسلام ؟ ... لم أصبحت أحاسيسك دائما حارقة ؟.. شموخ بلا معنى .. وتكبر لا يحمل وراءه سوى عقول فارغة ..

انظر لذلك القمر ... ألا ترى أنه حجر ؟ .. بلا إنه حجر .. لكن معدنه أرق وألين من قلبك المتحجر أيها الإنسان .. فقد رق القمر وحن علينا وأعطانا قليلا من ذلك النور ليؤنسنا في ظلمة الليل الموحش ..

وانظر لتلك الشمس ... أليست حجرا حارقا يتوهج بالحرارة وكأنها وحش مخيف في أوج غضبه ؟ ... ولكن .. أليست هي من تمدنا بالدفئ .. والضوء ؟ ..

ثم تمعن في تلك الجبال الشاهقة الشامخة ... لا تحركها رياح ولا عواصف ... لا أعاصير ولا فيضانات ..

لكنها سجدت لله قبل أن تسجد له أنت .. كم أنت مغرور أيها الإنسان .. فكم سكبت من دماء .. وكم أسلت من دموع .. وكم حرقت من قلوب ... وكم وكم وكم .........

ألم تفكر بما خلفت وراءك من مواجع وآلام وجراح ؟

ولكن ..

لك يوم أيها الظالم ..

وويل للظالم من دعوة المظلوم ..